كلكم راع

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «السعودية.. درس في الحكم والسياسة»، المنشور بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: المغزى الرئيسي من الدرس هو تفعيل العلاقة بين الحاكم والمحكوم من منظور إسلامي قائم على رعاية الحاكم للرعية، من منطلق الحب والحرص على مصلحته، طاعة لأمر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وقائم أيضا على التفاف الرعية حول الحاكم وطاعتها له من منطلق الطاعة التي أوصي بها في الكتاب والسنة، ضاربين عرض الحائط بكل ذلك اللغط الذي يملأ مشارق الأرض ومغاربها، وفي أعماق التاريخ قديمه وحديثه، إلا فترة انتعاش الحكم الإسلامي المبني على هذه المفاهيم الربانية، وهي رسالة لمن يستوردون بضاعتهم من الشرق والغرب؛ أن لا تذهبوا بعيدا والخير كل الخير بين أيديكم في دينكم العظيم دين الإسلام، ولا تذبحوا أنفسكم وتهدموا بيوتكم بمعاول مستوردة هي في الحقيقة أدوات هدم لا بناء، ويكفي أنها لم تأت من رحم الفكر الإسلامي، وإن حاول البعض طلاءها بطلاء من قبيل «الإسلام هو الحل»، فإن رائحة التغريب تنبعث منها نفاذة لتفضح زيف هذه الشعارات التي بلغت حد المساواة بين العلمانية والإسلام.

أكرم الكاتب - مصر [email protected]