> تعقيبا على مقال مأمون فندي «العائلية وآيديولوجية مصر الوحيدة»، المنشور بتاريخ 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: ثلاثون عاما من حكم مبارك بطريقته الخاصة لن تزول خلال عام أو عامين أو ثلاثة، إنما تحتاج إلى جهاد نفس لكل الشعب المصري الذي للأسف زرعت فيه مبادئ غير قويمة أو سلمية على مدى حكم «غير المبارك»، فلو فتشنا عن جميع المسؤولين في عصر مبارك لوجدت معظمهم ملوثين بنوع ما من أنواع التلوث، سواء كان رشوة أو إمضاء لفلان بن علان أو قطعة أرض أو تزوير عقود هنا أو هناك أو مكافآت مالية ضخمة أخذها دون وجه حق، أو من خلال ثغرات في قانون مطاطي غير مباركي الصنع، هذا بخلاف من يعمل تحت هؤلاء المسؤولين الذين تعلموا الكذب والتزويغ والرشوة أيضا، إلى آخره من المفاسد التي عاش فيها المجتمع المصري وما زال يعيش فيها، وثورة الفلول المضادة التي تحدث في مصر منذ ستة شهور خير دليل على أن المجتمع المصري ما زال يعاني من التلوث بشتى أنواعه، فساعة نشهد فتنة بين مسلمين ونصارى، وساعة نرى صراعا بين قضاة ومحامين، وساعة نجد موتا لسجناء من خلال التعذيب، وساعة نجد عدم وجود شرطة وانسحابها، وكأن هؤلاء يعز عليهم أن تكون مصر نظيفة.
محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]