المحاصرة الإعلامية

> تعقيبا على مقال عادل درويش «قنديل أم هاشم»، المنشور بتاريخ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: كيف تريد من المواطن العربي أن يصل إلى ما زعمت أنها الحقيقة؛ إذا كان منذ طفولته الباكرة يولد محاصرا إعلاميا، رقابة على الصحافة منع دخول مطبوعات وتشويش على أجهزة الراديو وتلقين الفرد التفسير الرسمي لما يراه الحاكم أنه الحقيقة التي لا يأتيها الباطل، بحيث تترسخ في ذهنه كما يترسخ اسمه ودينه وانتماؤه العائلي؟ ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فلا أعتقد أن تحليلك السياسي وسردك للحقائق وتفسيرك (لتمنيات بلفور الطيبة تجاه اليهود التائهين المساكين!)، سيؤثر على أبناء جيلنا، لأنهم ولدوا وتعلموا وغرست في عقولهم الواعية والباطنة مفاهيم وقناعات لا يمكن أن تتغير؛ إلا إذا محي النقش من فوق الحجر. والحقيقة أنني شخصيا أميل إلى تفهم ما جاء في مقالك الشيق، لكنني لا أقبل حصر الأمور داخل الإطار الذي رسمته، خصوصا عن وعد بلفور، بل أعتقد، وبقناعة كبيرة، أن الصهيونية العالمية تزاوجت مع الاستعمار وعلى رأسه بريطانيا من أجل تبادل المصالح، بأن تؤسس الصهيونية دولة قوية مدعومة من الغرب من أجل أن تكون قاعدة عسكرية حارسة لمنابع الطاقة وقادرة على التهديد المستمر لشعوب المنطقة ومنعهم من أن يتعاونوا ويكونوا «كارتلا اقتصاديا» مستقلا قادرا على منافستهم.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]