البيضة أولا أم الدجاجة؟

TT

> تعقيبا على مقال بلال الحسن «الدبلوماسية العربية التي تحتاجها فلسطين»، المنشور بتاريخ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: مكمن الاستحالة في جعل التفاوض عربيا - إسرائيليا هو أن العرب يرفضون الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع الإسرائيليين وجها لوجه؛ لأنهم يعتبرونه اعترافا بإسرائيل، والعرب يربطون الاعتراف بها بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة وعلى القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، أي أنهم يطالبون بخلع عين إسرائيل قبل التفاوض معها، والوحيد الذي دعا الفلسطينيين والعرب للمشاركة في مثل هذه المفاوضات التي كانت ستكون عربية - إسرائيلية هو السادات الذي لم تكن عنده عقدة من الجلوس وجها لوجه مع اليهود وقد لقنهم درسا لم ينسوه حتى الآن، فلم يكن طرفا ضعيفا عندما جلس معهم إذا ألغينا الولايات المتحدة من المعادلة، لكن الجميع خونوه والكل رفع صوته كأنما يتطهر من خيانة وعمالة يريد السادات أن يغرسهم فيهما، وبعد ذلك عدنا لطرح ما أراده السادات الذي كان يرى أنه من الأفضل الطرق على الحديد وهو ساخن، لكن الآن كل شيء بارد، ولا أحد يستطيع، تقريبا، تسخين الموقف بمعركة هائلة كما كانت 73 في حينها، الاعتراف - أي الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع اليهود - أولا، أم الحصول على المستحقات الفلسطينية العربية أولا؟ أصبح مثل البيضة أولا أم الدجاجة؟

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]