شياطين برداء الملائكة

TT

* تعقيبا على مقال حسين شبكشي «سنة أولى ثورة!»، المنشور بتاريخ 3 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: الأمر خطير ومحرج، فـ«الإخوان» وربما بالتحالف مع السلفيين سيحصلون على الأصوات الكافية لتكليفهم بكتابة الدستور في طريقهم إلى تشكيل حكومة بمفردهم. وهذا حق دستوري واحتمال وارد كاف لأن يبطل أي اعتراض، لكن المشكلة الحقيقية أن لا أحد يعترف بأن الانتخابات صوتت لها أغلبية شعب ليس عنده أي ثقافة سياسية ولا يدرك ماذا فعل، فالحياة السياسية بالنسبة له عبارة عن مبدأ ديني وواجب شرعي بضرورة تولية الأنقياء المؤمنين (اللي يخافوا ربنا)! دون أن يدركوا أن اللعبة السياسية قد تأتي بشياطين يرتدون ثياب الملائكة. خصوصا أن المبدأ السائد لدى رجل السياسة الإسلامي أنه يعمل بإذن الله ويجتهد، فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران. ولو كان الوضع الاقتصادي في مصر جيدا وفيها وفرة من النفط والموارد الطبيعية لهان الأمر وعاش الشعب في بطالة مقنعة وعلى حساب موارده، لكن المصيبة أن هناك مشاكل وأزمات أثقل من الجبال، وهي بحاجة إلى خبرات سياسية واقتصادية وعلاقات متينة مع باقي دول العالم. لكن برامج الإسلاميين قد تصيب تلك العلاقات بأزمات، فتعود تبعاتها على الشعب، خصوصا أن «الإخوان» فندوا ادعاءات مفادها أنهم يمكن أن يقلدوا التجربة التركية.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]