حقا ماتت جمهورية حافظ الأسد

TT

> تعقيبا على خبر «سوريا: حمام دم.. ومهلة 24 ساعة»، المنشور بتاريخ 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: لا يكاد يمر يوم إلا وتتخذ بحق النظام في سوريا عقوبات عربية أو دولية، ردا على توغله في سفك دماء المواطنين العزل. ولا يكاد يمر يوم إلا تتفاقم حال النظام في الساحة الدولية، بحيث ما عاد مطلب الإصلاح كافيا لإخماد الثورة، ولا لإقناع المجتمع الدولي بما فيه الأسرة العربية بأن بشار الأسد رئيس إصلاحي جدي. لقد بلغت الأمور حدا بات فيه الكل مقتنعا بأن بشار ومحيطه يشكلون زمرة تقتل الناس، وهي أقرب إلى أن تكون حالة مافيوية الطابع والأساليب، ولكن على مستوى البلد. فقد تجاوز عدد الشهداء الأربعة آلاف، والجرحى عشرات الآلاف، والمعتقلين أيضا عشرات الآلاف. أما الاعتداءات التي تشكل جرائم ضد الإنسانية، كقتل الأطفال وذبح المعتقلين واغتصاب الإناث والذكور على حد سواء، فكلها تكشف أن الشعب السوري الثائر لا يقاتل نظاما سياسيا، لكنه يقاوم عائلة ومعها مجموعة قررت أن تذهب إلى النهاية في حربها المنهجية للحفاظ على «جمهورية» حقا ماتت، لقد ماتت «جمهورية حافظ الأسد» وخيارات ابنه الذي سبق أن خسر لبنان بسبب خفته وتهوره، تعجّل أيضا خسارته لسوريا. ففي النهاية لن يكون في وسع الروس والصينيين إحياء الجمهورية الميتة رغما عن ملايين السوريين.

هاني ألف - كندا [email protected]