متى استعبدتم الناس..؟

TT

> تعليقا على خبر «نظام الأسد يهدد حمص: تسليم المنشقين.. أو الاجتياح»، المنشور بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: صحيح أن انتفاضة الجماهير السورية الغاضبة التي تغص وتعج بها كل شوارع المحافظات قد خلفت كمّا كبيرا وعددا مروعا من الضحايا العزل الأبرياء الذين ليس لهم ذنب ولا جريرة سوى أنهم قاموا ليعبروا عما يختلج في صدورهم من معاناة ومآس ظلوا يئنون تحت وطأتها لعقود متعاقبة من الزمن، وهم لم يطالبوا بأكثر من الحرية والعيش الكريم كبقية البشر، وهي حقوق مشروعة ضمنتها الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية الأرضية «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا!». وصحيح أيضا أن نظام الأسد ماض قدما في سياسة المعالجة الأمنية بوحشية وقسوة لم يعرف لها تاريخ العرب مثيلا.. لكن بالنهاية، فإن ذلك سيتمخض عن ولادة عهد جديد في سوريا يؤسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية مؤسساتية عادلة يعيش في كنفها كل أطياف المجتمع السوري إخوانا متحابين متآزرين متراصين كالبنيان يشد بعضه بعضا. ولو سلمنا جدلا أن النظام السوري فعلا يتعرض لمؤامرة خارجية كما تروج أبواق الإعلام المضللة والأقلام المأجورة المنحرفة عن جادة الصواب، فهل اقتحام واجتياح حمص وحماة وتدميرهما واتباع سياسة الأرض المحروقة في تركيع الشعب السوري، هو المانع من حدوث هذه المؤامرة.

أحمد أوهيبة - الجزائر [email protected]