اللغة العربية الأرقى دائما

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «مثل رتق ثوب الزفاف»، المنشور بتاريخ 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: بمناسبة الترجمة والدكتور عصفور، فلقد كتبت كثيرا عن ضرورة الانتباه لتعريب العلوم، وأيضا عن الترجمة العكسية، من العربية للغات الأخرى. العلميون العرب لا يجيدون اللغة العربية، ولا تدرس العلوم التطبيقية باللغة العربية إلا جامعات محدودة ربما كلها في سوريا! ولما كنت أدرس الهندسة بجامعة القاهرة، كنت أتعلم مقاومة المواد من الدكتور سعيد العريان باللغة العربية، بينما يدرس زملاؤنا في قسم الهندسة الميكانيكية الموضوع نفسه مع الدكتور يحيى قابيل باللغة الإنجليزية.. كلية واحدة وموضوع واحد درسه أستاذان بلغة القوم وبغيرها، وكلاهما صار عميدا للهندسة، والعريان صاحب «المدخل للهندسة» ومؤلفات أخرى، وعمل بالمجمع اللغوي بالقاهرة. الآن يدرس لدي - في أميركا - بعض أنجب عقول مصر من هندسة القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية، وأسيوط، وهي أفضل أربع جامعات في مصر، وجلهم لا يعرفون المصطلحات العربية.. الكارثة أنهم ليسوا أقوياء كذلك في الإنجليزية رغم إلمامهم بالمصطلحات العلمية.. باختصار، أصبح في عقل العلميين العرب ترجمان بين العربية والإنجليزية، وضاعت مع الترجمان القدرة على التفكير بالوجدان والتعبير باللسان الأم.

د. علي فرج - أميركا [email protected]