أين هو الود الإيراني؟

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «إسرائيل والربيع العربي»، المنشور بتاريخ 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: يقول الكاتب المحترم إنه لا يعتبر إسرائيل جارة للعرب، وذلك لأن الجيرة تعني الود والوفاق، بينما إسرائيل دولة معتدية وتحتل أرضا عربية، ومع ذلك فقد اعتبر إيران جارة.. بالمفهوم الذي ذكره!.. وأنا أسأل: أليست إيران دولة محتلة للجزر الإماراتية الثلاث؟ ثم ألم تتسبب إيران في اشتعال حرب ضد العراق وترفض بعناد إيقاف لهيبها لـ8 سنوات، والتي أدت تداعياتها إلى ما آل إليه الحال من بؤس وشقاء وألم وخوف ومرض وتوجس وثورات وانحدار في كل المستويات الثقافية والأمنية والاقتصادية وتصدع في العلاقات الأخوية بين الدول العربية، وفي عموم المنطقة؟ إذن أين هو الود الإيراني؟ كلنا نعلم أن إسرائيل عدو يحتل أراضي عربية بالقوة، وتسببت للمنطقة في حروب وأذى كبير، لكنها لا تتدخل في الشؤون العربية ولا تحاول تصدير ثورات دينية وطائفية إلى «الجيران»، كما أن الأذى الذي ألحقته حروبها بالعرب لا يقاس بالجذر التربيعي لما سببته إيران. ويقينا كنا سنصبح بألف خير لولا جيرة إيران، فهي والحق الخاصرة التي تؤلم، والجرح الذي لا يندمل، وهي في كل سلوكها تعبر عن مشروع عدواني يحمل في طياته أطماعا وأحقادا تاريخية، وهي المسبب الرئيسي لإحياء الطائفية في المنطقة لشق صفوف العرب.

مازن الشيخ – ألمانيا [email protected]