رتبوا أحلامكم بطريقة مختلفة

TT

* تعقيبا على مقال باسم الجسر «الإسلاميون العرب أمام امتحان الحكم»، المنشور بتاريخ 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: أنا لا أخالف الكاتب الرأي في التحليل، ولكني أميل إلى واقع الأشياء، فلماذا كل هذا التعجب من وصول من يسمون بالإسلاميين إلى الحكم في البلاد العربية التي انتفضت على الأنظمة الفاسدة التي كانت تحكمها رغما عنها بدعم من الحكومات الغربية زعيمة الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ كانت تلك الدول تعرف عن الأنظمة الساقطة أكثر مما تعرفه شعوبها، وقد بان ذلك من تقارير بعثاتها الدبلوماسية المنشورة في موقع «ويكيليكس». لكن المصالح المالية والأنانية المفرطة جعلتها تحمي المفسدين والسراق على حساب المبادئ، ذلك هو النفاق بعينه، أما عجبي فهو ما أسمعه وأقرأه، وكان المراقبون يتصورون أن نتائج الانتخابات الحرة التي جرت أو سوف تجري لا بد أن تسفر عما يتمنونه. هل نسي هؤلاء أن الشعوب العربية الإسلامية تؤمن وتفكر بغير ما يؤمنون وما يفكرون؟ إنهم يتطورون في حدود معتقداتهم وعاداتهم وليس بالضرورة أن يكونوا مثل الغرب. هل رأيتم التطورات الحاصلة في تونس إثر الثورة؟ لقد بدأت في بناء نظامها السياسي على أساس التوافق والتعايش، ووصلت إلى إقامة حكم مختلط بين الإسلاميين والحداثيين في حدود جامعة وليست متنافرة. ذلك هو المستقبل المنشود.

الطاهر بوسمة [email protected]