ورطة بشار

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «ثالث المجانين»، المنشور بتاريخ 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: أنا أعتقد أن طبيب العيون بشار ليس مجنونا؛ لكنه واقع في ورطة لا يكفي العقل الراجح أن يخرجه منها. حقيقة إنه أقحم في السياسة، وذلك لأسباب عدة، أكبرها كان نرجسية والده، حيث إن حلاوة الحكم والتصرف في شؤون العباد بصلاحيات مطلقة لها طعم جميل، أبى سيادة الوالد أن يرحل عن هذا العالم من دون أن يورثه لأبنائه، فبدأ يؤهل باسل الذي كان وظيفيا وأخلاقيا أقرب إلى الأب، لكن القدر قال كلمته ورحل الابن باكرا، فجاء دور بشار، ورغم أن القدر لعب دوره مرة أخرى، فلم يمهل الأب ليهيئ ابنه بشكل كاف؛ فإن الصراع على خلافته بين مجموعة الصقور وعلى رأسهم وزير الدفاع مصطفى طلاس، جعل الرأي يتجه إلى الحل الأوسط وهو اختيار بشار على أساس أنه مكمل لمسيرة والده، وحتى لا يمتد الصراع على الكرسي فيمزق الحزب والبلد، ورغم أنه كان هناك مانع «دستوري» لتوليه الحكم، فإن نواب الشعب استطاعوا أن يفصلوا له قانونا خاصا على مقاسه!.. إذن المسألة لا تتعلق به شخصيا، بل بالمنظومة الحاكمة التي يمثل واجهتها، ويقينا أنه يتمنى أن يهرب اليوم وينجو بجلده لكنه لا يستطيع ذلك خوفا من تصفيته.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]