وداعا للصدفة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «(القاعدة) تساند الأسد؟»، المنشور بتاريخ 25 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: تنظيم القاعدة، له قادة وموجهون، ولذلك فإن المتطوع للعملية الانتحارية لا يسأل أين؟ ولماذا؟ فإنه إما أن يناقش فيدخل في متاهة الشريعة وتفسيراتها التي غالبا ما تكون بعيدة عن فهمه المحدود، أو أن يكتفي بالتنفيذ ويترك المسؤولية على عاتق المفتي، وينفذ لأن ما يهمه هو أن يضمن دخول الجنة ونيل الحوريات! وهذا بالضبط ما يمكن أن يفسر ما حدث في سوريا، إذ إن نظرية الصدفة هي أكثر من مستبعدة؛ لكن احتمال التخطيط والتنفيذ استنادا إلى الوقائع على الأرض هي المرجحة، إذ ليس هناك مراقب لا يعلم أن تنظيم القاعدة كان وما زال أداة طيعة بيد النظام السوري، وهو الذي كان يرسل أفواجا من الانتحاريين لقتل العراقيين وبتنسيق مع المخابرات الإيرانية التي كانت تخطط بذلك لإشعال حرب طائفية فيه، لتضعف الشعب وتقطف الثمار. وحتى لو كانت «القاعدة» هي التي نفذت انفجاري دمشق، فإنها بالتأكيد فعلت ذلك تلبية لأمر من النظام الذي يحاول خلط الأوراق لإنقاذ نفسه، لكنه يزداد غرقا.

مازن الشيخ – ألمانيا [email protected]