المالكي يسمم الأجواء العراقية

TT

* تعقيبا على خبر «التيار الصدري يدعو رسميا إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.. و(العراقية) أول المرحبين»، المنشور بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: لقد ارتكب المالكي أكبر خطأ سياسي عندما استعمل وسائل الإعلام المرئية للتشهير بخصومه السياسيين؛ إذ تبين للجميع أنه عديم الشعور بالمسؤولية الوطنية، وأساء اختيار التوقيت لزرع الفتنة وأشعر الجميع بخطورته على العراق وعلى العملية السياسية برمتها؛ لذلك لم يتأخر رد فعل التيار الصدري الذي جاء مطالبا بدعوة إلى انتخابات مبكرة، وذلك لسببين، أولهما: حماية التيار الصدري من المؤامرات المالكية، خصوصا أن الأخير بدأ يلوح بوجود ملفات سرية بين يديه! وذلك يعني أنه يخطط لإحراج وإزاحة الجميع، كل حسب دوره، فسمم بذلك الأجواء وجعل من مسألة التوافق التي عاشت على أساسها الدولة وتجنبت الانهيار حتى اليوم مهددة بعودة الأمور إلى ما كانت عليه في بداية العملية السياسية، والثانية: أن أداء التيار الصدري في البرلمان ومبادراته لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع الذي يسببه المالكي ووجود قواعده في الشارع.. ذلك كله قد أدى إلى زيادة أسهمه وشعبيته على حساب انحسار أصوات المؤيدين للمالكي الذين اكتشفوا كم كانوا مخدوعين به، مما يعني أن أي انتخابات مقبلة ستعطي التيار الصدري الأغلبية الشيعية في البرلمان وتزيح المالكي وتتخلص من مؤامراته، فـ«تتغدى به قبل أن يتعشى بها».

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]