* تعقيبا على مقال طارق الحميد «هل تعجل إيران بالحرب؟»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: العنصر الخطر في الموضوع كله أن يكون الهدف الذي ترمي إليه إيران هو عملية عسكرية ضد دول الخليج، وأن يكون الغرب متواطئا معها في ذلك، بمعنى أن تنفذ إيران هجوما خاطفا على البحرين ويقف الغرب مكتوف الأيدي بحجة أنه يخشى إغلاق مضيق هرمز شريان الحياة بالنسبة له، ومن هنا يفهم تهديد إيران بإغلاق المضيق على أنه مبرر تمنحه إيران للغرب مقدما وباتفاق معه لأجل أن يجد مخرجا يخرج به من الحرج ويتنصل به من مسؤولياته تجاه دول الخليج، ويكون ذلك كله خطوة جديدة في مخطط تحقيق الهيمنة الشيعية الإيرانية على المنطقة العربية والذي يتبناه الغرب بمكر شديد، وشاهد ذلك تركه لها تطور منظومة أسلحتها التقليدية، وهي خطوة تتلو سابقاتها في العراق ولبنان وصعدة، غير أن تحقيقها يتم بالقوة الناعمة والتحالفات مع الإسلاميين الذين يرحب بقدومهم الغرب أيما ترحيب، في فلسطين ومصر وتونس وربما ليبيا. لقد قام الغرب بالإطاحة بالحكم السني في العراق واستبدال آخر شيعيا مواليا لإيران به، ولنتذكر كيف أصرت أميركا على المالكي رئيسا للوزراء، وأشبه به موقفهم السلبي من الأسد الذي هو مجرد كلمات، بينما لديهم مما قامت بتصويره أقمارهم الصناعية من جرائمه ما يسوغ تدخلهم العسكري.
أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]