مصر.. وتاريخ الرجال

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «ذكرى ميلاد نجيب محفوظ»، المنشور بتاريخ 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: يمكننا القول إن نجيب محفوظ هو عدة رواة في راو واحد، وما إنتاجه الغزير الذي استمر إلى مرحلة متقدمة من عمره إلا خير دليل على ذلك، وعلى الرغم من أمراضه العضوية الكثيرة، فإنه لم يتوقف عقله عن التحليق والإبداع، فزود مكتبتنا العربية بأعمال عملاقة من عشرات الروايات الطويلة، فكان ضمير مصر لأنه أحب مصر بكل جوارحه، وقد نال جائزة نوبل على الرغم من أنه لم يغادر مصر، وترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة، وكان لمطبعة الجامعة الأميركية في القاهرة الشرف في القيام بجل تلك الترجمات، وقد اعتبر الذين كانوا ينتقدون توجهات نجيب محفوظ أن تأييده للتعايش مع إسرائيل كان سببا في منحه جائزة نوبل، باعتبار أن الجوائز مسيسة، متناسين أن أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير في مصر هو استرداد حرية التعبير التي ظلت مفقودة لعقود، فما بالنا بأحد العمالقة الذين عاصروا ثورة سعد زغلول، وامتد بهم العمر، ليعاصروا الرئيس السابق حسني مبارك إلى ما قبل خلعه بخمس سنوات، فأسلم نجيب محفوظ الروح إلى بارئها في عام 2006 تاركا إرثا قوميا باهرا.

حسان عبد العزيز التميمي - السعودية [email protected]