أبو القوانين

TT

* تعقيبا على مقال يحيى الجمل «ضرورة أن يكون الدستور توافقيا»، المنشور بتاريخ 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: أستاذنا الفاضل الفقيه وأستاذ القانون الدستوري، الدكتور يحيى الجمل، لقد تفضلتم بشرح معنى الدستور بتبسيط شديد كما ذكرتم لكل من يسأل عن معنى الدستور الذي هو «قانون القوانين»، وأعتقد أننا كنا نسميه ونحن طلبة منذ ما يزيد على نصف القرن «أبو القوانين»، وأتفق مع الكاتب في الرأي أنه يجب أن يكون الدستور توافقيا، بمعنى أنه لا بد أن تتفق عليه كل أطياف المجتمع المصري، لأن الدستور يخص كل المصريين، ولذلك فمن الخطأ الشائع أن يقال إن صاحب الحق في وضع الدستور هم من حصلوا على أغلبية المقاعد في مجلس الشعب، فمسألة الأغلبية والأقلية والمستقلين مسألة لا يُنظر إليها على الإطلاق فيما يتعلق بمن هو صاحب الحق في وضع الدستور، فالمنطق يقول إنه مادام الدستور هو أبو القوانين التي تحكم الشعب، وبما أن الشعب هو مصدر السلطات، إذن لا بد أن يشترك الشعب كله في وضع هذا الدستور عن طريق ممثليه بالطبع جميعهم أغلبية وأقلية وفي النهاية سيعرض على الشعب كله للاستفتاء عليه، أي لكي يبدي كل من له حق التصويت رأيه في هذا الدستور، ويا ليت اللجنة التأسيسية التي ستشكل لصياغة الدستور تضم فطاحل فقهائنا الدستوريين أمثال الدكتور يحيى، وهذه حقيقة.

فؤاد محمد - مصر [email protected]