البيت السوري

TT

> تعقيبا على خبر «تصاعد دعوات التدويل.. والسلطات السورية تعزل دمشق»، المنشور بتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: التدويل كلمة تمجها الأسماع وتستهجنها الأنفس، ولا أتصور أن عاقلا يملك قدرا من الحس الوطني والعربي الإسلامي يفضل التدويل، أو يرغب فيه حتى من السوريين أنفسهم رغم المأساة التي يعيشونها، ورغم المعاناة التي يعانونها ورغم القسوة والفظاظة التي يتعرضون لها بصفة يومية، إلا أنهم لا يرجحون كفة التدويل على كفة رأب صدع البيت السوري تحت مظلة سوريا لأنهم يعلمون سلفا أن التدخل الأجنبي والتصعيد نحو التدويل يعني مزيدا من المعاناة ومزيدا من إزهاق الأرواح وسفك الدماء، وقد يفتح ذلك بابا واسعا لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، والله وحده أعلم بنهايتها؛ لكن السوريين في ظل نظام تجرد من آدميته وانسلخ من جلد إنسانيته ولطخ نسخة فطرته الأصلية فاستباح الحرمات وانتهك الأعراض وتجاوز حدود رب العالمين على أرضه وفي خلقه، هم بالضرورة مجبرون على هذا الخيار الذي لم يجدوا عنه بديلا يزيح عنهم هذه الغمة وهذه التراجيدية الإنسانية، فقبلوا الأمر على مضض وكما يقولون مكره أخاك لا بطل!، ومع ذلك، فأنا أستبعد أن يتم هذا التدويل على الأقل في الظروف الراهنة لأن المؤشرات كلها تصب في هذا الاتجاه من خلال المواقف الدولية والعربية المتخاذلة والبطيئة المترددة.

أحمد أوهيبه - الجزائر [email protected]