إبدال الديكتاتوريات

TT

* تعقيبا على مقال ديانا مقلد «ربيع تونس.. أم خريفها؟»، المنشور بتاريخ 12 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: المشكلة ليست في تونس وحدها، لأن أساسها يتمثل في سيكولوجية الإنسان العربي المعاصر فهو على الأغلب نما وتربى تحت حكم نظم شمولية وتسلط حاكم أو حزب واحد على مقدرات الدولة وتسييرها ضمن مزاجه ومنع الآخر من المشاركة أو إبداء وجهة نظره في شؤون أمته بل حتى منع التفكير دون إذن من الحاكم، لذلك فالسياسي العربي لا يفهم إلا الطريقة الديكتاتورية هو كان معارضا للديكتاتور الفلاني، إذن يجب على كل أعداء الديكتاتورية أن يؤيدوا نمطه بالتفكير وألا يصبحوا مناصرين للديكتاتورية، هذا هو الخطر الدائم الذي يؤثر على كل احتمالات الإصلاح والتغيير، والذي يهدد بكل جدية بانهيار الديمقراطيات الوليدة التي من الواضح أنها حدثت قبل أوانها وبعملية قيصرية.

يجب على كل الحكام الجدد أن يعوا بأن الضبابية وعدم تبلور فكر سياسي بناء هو السبب الأول والأخير لوصولهم إلى الحكم، ويجب أن يفهموا أن في الأنظمة الديمقراطية خطين أحمرين أمام حكوماتها هما حرية الإعلام واستقلاليته والحرية الشخصية ضمن أنظمة مدنية متحضرة، وإلا فإن إبدال ديكتاتورية عسكرية أو علمانية بأخرى دينية من شأنه أن يشعل ثورة شعبية عارمة فتقضي على الحكم الجديد وكل رموزه وربما إلى الأبد.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]