أميركا.. ومخططاتها المقبلة

TT

* تعقيبا على مقال خالد القشطيني «حذار من الجامعة العربية»، المنشور بتاريخ 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: المعارضة العراقية لم تخدع أميركا، لأن المخادع يجب أن يكون أذكى من المخدوع، فهل ترى أي سمة ذكاء بين حكام العراق اليوم؟ معارضي الأمس؟! يجب أن نكون واضحين ونعترف بأن احتلال العراق وتغيير الأنظمة العربية كان قرارا أميركيا، وضعت خططه ودرس بتعمق، افترضت كل احتمالاته ووضعت خطة لكل منها، وذلك منذ ما بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 وبعد أن قطع النفط عن الغرب لمدة شهرين، ذلك الحدث دق جرس الإنذار وأوجد المبرر لإسقاط المنطقة؛ إما تحت الاحتلال، أو بتغيير الحكام وجلب أنظمة موالية متفهمة متعاونة، وذلك، في رأيي، إجراء متوقع ومفهوم، فكل يحاول الدفاع عن مصالحه، ولأن تلك العملية كانت بحاجة إلى إيجاد المبرر، فقد ساعدت أميركا صدام في حربه ضد إيران واستغلت حماسته بعد خروجه منتصرا، ودفعته لارتكاب حماقة احتلال الكويت، فدمرت العراق وخنقته بحصار وحشي حتى خارت قواه، ثم حان وقت الهجوم العسكري، فكان لا بد من غطاء وطني، فاختيرت بعض البيادق من المعارضة العراقية ولقنت واتخذت تصريحاتها حجة، واحتل العراق، ذلك كان الفصل الأول، وباقي المسلسل لا يزال يعرض على الساحة السياسية، وأنا على ثقة بأن الجامعة العربية ليست إلا جزءا من المشهد، فلا تلوموا الممثلين؛ بل انتظروا المقبل.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]