الدوائر المفرغة

TT

* تعقيبا على خبر «الزبداني في قبضة المعارضة.. ومواجهات في جامعات حلب»، المنشور بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: ما زال الجميع يدور في حلقة مفرغة يغلب عليها طابع اللف والدوران والهروب إلى الأمام، لربح الوقت وتفريغ الأزمة من محتواها الحقيقي. الشعب السوري مورس عليه، منذ ما يُعرف بانقلاب الثامن من آذار ألوان من القهر والجور والتعسف وذاق مرارة الاضطهاد والاستبداد، وعانى من العنصرية الطائفية التي أهدرت كرامته وسلبته حتى حرية عقيدته. وما قوافل الشهداء التي يعيشها المشهد السوري اليوم إلا امتداد لحقبة حالكة مدلهمة الخطوب سقط فيها من الشهداء السوريين عشرات الآلاف، إذن فالظاهرة ليست وليدة اليوم؛ لكن الأمر بالنسبة للسوريين يختلف هذه المرة من حيث الزمان والمكان والتكاتف وصلابة الموقف والهدف المنشود. فهم اليوم قد عقدوا العزم على إسقاط الأسطورة العلوية ومسحها من على الأرض، لن يردهم عن تحقيق هذه الغاية سلسلة الممارسات القمعية التي ما زالت خيارا يراهن عليه النظام السوري. ولأن انتفاضتهم الشريفة لم تقم من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطن أو تنمية الوضع الاجتماعي والاقتصادي، إنما قامت من أجل غاية أسمى وأعظم، وهي استرداد حرية وكرامة المواطن السوري على أرضه وأرض أجداده لذلك لا يمكنهم التراجع عن هذا المبدأ قيد أنملة.

أحمد أوهيبه - الجزائر [email protected]