مصر أكبر من مجرد صندوق

TT

* تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «((الأوسكار)) السياسي المصري!»، المنشور بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: أتصور أن الموضوع أكبر من صندوق الاقتراع والحصول على النتائج التي تسمح للإخوان بالحكم، فقد حصل ذلك بتونس وأمكن لحزب النهضة صاحب الأكثرية بالتحالف مع غيره مباشرة السلطة؛ ولكن السلطة لم تكن غاية في حد ذاتها لأنها توجب على متحمل الاستجابة لمتطلبات الحال، وفي الحال وتلك الصعوبة التي لم يحسب لها الفائزون في الانتخابات حسابا، كانت تجربتهم في الحكم محدودة، وكانت المعطلات كثيرة بعضها بحكم الواقع والبعض الآخر بفعل فاعل، البلاد العربية لم تتدرب على حكم الأغلبية ومعارضة الأقلية والكل يريد الكل. إن التجربة التونسية وتسلم الحكم من طرف حزب النهضة وحليفيه وضعهم في مجابهة المجهول، لم تكن المعارضة المكشوفة وحدها التي تعارض بل هناك أطياف لم يحسب لها حساب كفلول النظام القديم، وبعض المتربصين الذين يسوؤهم أن ينجح حزب إسلامي كان يشيطنه النظام البائد لأكثر من نصف قرن. ربما يكون الوضع أفضل لو أبقت الأحزاب الفائزة تصريف الأمور إلى حكومة تكنوقراطية، واعتنت فيها جميع الطيف السياسي لمرحلة ما حتى يتطرقوا إلى الحكم لأن الحكم غير المعارضة التي أتقنوها من كثرة ما جربوها؛ ولكن الشوق للسلطة قد يؤدي إلى ضياعها.

الطاهر بوسمة [email protected]