صراع البعث الطويل المدى

TT

* تعقيبا على مقال ديانا مقلد «ليس باسمنا» المنشور بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: لعل أهم ما يجب الانتباه إليه، أن من يحكم سوريا هو حزب البعث الذي يعتبر واحدا من أكبر وأعرق الحركات الثورية الانقلابية في العالم العربي منظم بشكل جيد، وله قيادات فذة وهو اعتمد في مسيرته التي مضى عليها أكثر من ستة عقود على التآمر والانقلابات العسكرية وأجادها، لذلك فإن برامجه وتنظيماته تعتمد على افتراض التآمر عليه، ووضع خطط مسبقة مضادة لإجهاض أي محاولة للعدو من شأنها أن تعمل على تقويض دعائمه. لذلك فإن ما نراه على «يوتيوب» أحيانا من أن ثوارا يقومون بتعذيب وإهانة أسير من أفراد النظام! لا يستبعد أن يكون عملية متعمدة من أجل خلط الأوراق، يقوم بها عملاء للنظام يؤدون دور الجلاد والضحية من أجل التأثير على المشاهد المتعاطف مع الثوار، وإقناع الناس بأن النظام والثوار هما وجهان لعملة واحدة. لذلك وجب الحذر والتمحيص في كل صورة تأتي من هنا وهناك ويجب التأكد من هوية الممثلين قبل الكتابة عن ظاهرة لأنه قد يعكس صورة وكأن الكاتب مقتنع بحقيقة المشهد. إن الصراع مع البعث ليس سهلا، بل الأكيد أنه سيستمر لفترة طويلة وإن لم يقم العالم بالتصدي المناسب له، فلا يستبعد أن تتكرر تجربة العراق فيخرج الحزب من الباب ويدخل من الشباك وهو أقوى واشد بأسا.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]