التصوير الدقيق

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «مصر وثلاثة سيناريوهات!»، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أقول: أعجبني تصوير الكاتب الدقيق للوضع الحالي في مصر، وليس أمام الثوار إلا اختيار احدى هذه الطرق الثلاثة التي ذكرها، وعن نفسي أقول إننا يجب أن نختار سكة السلامة، وذلك يقتضي منا احترام نتيجة استفتاء مارس (آذار) الذي تم في أروع صورة في تاريخ مصر، وكذلك احترام نتيجة انتخابات مجلس الشعب التي تمت مؤخرا بصورة حضارية أبهرت العالم كله، ولأول مرة في تاريخ مصر يتاح للشعب أن يمارس حقه في التصويت ممارسة فعلية لا غش فيها ولا تزوير، وكون التيارات الإسلامية هي التي كان لها النصيب الأكبر في عدد مقاعد المجلس فهذا شيء طبيعي وهذه هي إرادة الشعب، قد لا تكون هذه النتيجة على هوى شباب الثورة؛ لكنها تمثل إرادة جموع الشعب المصري وتؤكد لشباب الثورة أنهم مهما بلغ مجموعهم فهم قلة بالنسبة لجموع الشعب، وتؤكد لهم كذلك أن كل ما ينادون به ويطالبون به لا يمثل بالضرورة الشعب كله فهم لا يمثلون إلا أنفسهم أما غالبية الشعب التي يطلقون عليها الأغلبية الصامتة أو حزب الكنبة فهي التي يكون لها التأثير في ترجيح كفة الانتخابات حتى لو أعيدت الانتخابات ألف مرة. عيب الشباب أنهم يعتبرون أنفسهم كل شيء في المجتمع، وهذا هو الغرور القاتل.

فؤاد محمد [email protected]