سره في أضعف خلقه

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «هل تسقط حمص الأسد؟»، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أقول: «يجعل الله سره في أضعف خلقه»، وعلى رأي الكواكبي (يرحمه الله) «لو درى الصغير العاجز بوهمه، ما في نفس الكبير من الخوف منه، لزال الإشكال وقضي الأمر الذي فيه تختلفون وفيه تشقون، وأصبحتم بنعمة الله إخوانا». لقد أدرك الشعب السوري هذه الحكمة وقال كلمته، وانطلق في شوارع وأحياء المدن والقرى والأرياف أعزل من كل قوة إلا إيمانه بالله مستمدا منه الشجاعة والتصميم على ألا يقبل الظلم بعد اليوم. الإنسان السوري العادي يعلم أن الدبابة بمدافعها وبنادقها وقوتها يسير بها ويسيرها فرد مرعوب أو مغرر به، لم يدرك أن المواطن الذي أمامه ليس عدوا، ولم ولن يكون في يوم من الأيام عدوا له، إنما هو أبوه أو أخوه أو قريب له أو نسيب، ولا بد من إحياء هذا المعنى في نفس كل جندي مهما كان ولاؤه وانتماؤه. لا بد من التأليف بين قلوب هؤلاء المضللين التائهين وإقناعهم بأن مستقبلهم ليس في ما يفعلون، وأن الذي يدفعهم إلى القتل إنما يريد يدا غير يده تتلطخ بدماء الأبرياء، ولأنه لا يحب رؤية الدماء ليظل في نظر الناس بريئا، وأن المجرم عدو خفي يجب قتله. التوعية واجبة والالتقاء على هدف موحد لا بد منه ليكون لنا اسم وكيان.

عبد الله إسماعيل - الولايات المتحدة [email protected]