طبيعة النفس البشرية

TT

* تعقيبا على مقال عادل الطريفي «هل يتغير ثوار (تويتر) العرب؟»، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أقول: آخر عبارة ذكرت في المقال دقيقة جدا، وهذا ما رأيناه في العراق، فبعد زوال نظام صدام ومجيء نظام آخر رأينا الكثير من الوجوه الفاعلة في النظام السابق تعيد تموضعها في النظام الحالي وبنفس التطرف والاندفاع حتى يصاب المراقب بالذهول. فكثير من رفاق الأمس هم اليوم زعماء ميليشيات. ولا يتوهم البعض أنها انتهازية أو تلون بقدر ما هي دوافع شريرة داخل نفوس هؤلاء، فهم لا يستطيعون العيش ضمن الهدوء والاستقرار، بل لا يحلو لهم التحرك إلا ضمن دائرة التوتر والقلق. ولو عدنا إلى تاريخ الكثير من الإرهابيين لوجدنا لهم سجلات حافلة بالتاريخ الإجرامي أو حياة قلقة. لا يهمهم الاتجاه أو نضوج الأفكار وصلاحيتها، ولا الأشخاص الذين ينضوون تحت قيادتها، بقدر ما يهمهم أن يكونوا في دائرة الخطر والترقب. إنها مشكلة حقا، لكن تلك هي طبيعة النفس البشرية في إحدى صورها.

نجيب هنداوي - مصر [email protected]