ضيوف غير مرحب بهم

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «الريال اليمني وإخوانه»، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أقول: كلام ممتاز وأفكار نيرة؛ لكن ألا يتحمل رجال القلم من مفكرين وصحافيين ودعاة هذه المسؤولية؟.. ألم يطبلوا للأنظمة؟.. ألم يزوقوها إلينا ويجعلوها عروسا في ليلة زفاف؟.. ألم يسوقوا الطغاة إلى شعوبهم كأنهم مخلصون، وأن الفتح على أيديهم، وأن الأرض تبتهج لمقدمهم؟!! وأنا لا أريد أن أسرد الأسماء ممن سميناهم – للأسف – من فلاسفة ومفكرين قديما وحديثا، ممن سمموا الوعي وأفسدوا طرق التفكير وزينوا الأمور بعكس حقيقتها وتفننوا في التلاعب بالأفكار والآراء حتى جعلوا الغث سمينا والسقيم صحيحا. الطغاة وما أكثرهم لم يكونوا ليستأسدوا على شعوبهم لولا هذه الثقافة المريضة التي بثها ليل نهار دعاة الأفكار الشمولية ومن سار في ركبهم دون وعي أو تمحيص. إننا نعاني من خطاب تعبوي مشلول ينظر للأشياء بعين واحدة، يمجد الحكام وينظر للسلطة كأنها غنيمة، وما الناس إلا سدنة للحاكم، وللأسف تمت صياغته على مر قرون حتى غدا من مكونات اللاوعي الجمعي لشعوب المنطقة. إذن لا نستغرب حين يستمر الطغاة في بغيهم ولا يعبأوا بالناس، وكيف يعيشون ولا ماذا يفعلون، ما دام السلطان بأمان، أما التنمية والتقدم فإنهما ضيفان غير مرحب بهما.

نجيب هنداوي - مصر [email protected]+