في خدمة الخصم دائما

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «أبو مازن حاكم شمولي!» المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، أقول: أبو مازن رجل غريب ومحير، دائما وبكل نزاهة تؤدي قراراته إلى نصر للخصوم، فالانتخابات النزيهة التي رعاها في بداية عهده جاءت بخصوم فتح والسلطة، وعندما انقلبت حماس على السلطة في غزة أصدر قراره النزيه بالاستسلام حقنا للدماء الفلسطينية، فجاءت نتائج القرار في مصلحة حماس، مصلحة آنية ضيقة تتعارض مع مصلحة سائر الشعب الفلسطيني، ولكنها استراتيجية جاءت في مصلحة اسرائيل. وعلى المدى البعيد لأول مرة ينقسم الشعب الفلسطيني على نفسه ويحتكم إلى القط الإسرائيلي لتقسيم قطعة الجبن - ما تبقى من فلسطين - بين شقيه المتصارعين، ومن مواقفه تلك موقفه عندما وقف ضد إصدار قرار إدانة رسمي من الأمم المتحدة يدين إسرائيل بناء على التحقيقات التي أجريت للكشف عن جرائم الحرب على غزة، وذلك مقابل وعد وكلمة شرف من أوباما بالضغط على إسرائيل في المفاوضات، وبكل نزاهة قدر أبو مازن كلمة الشرف، ولكنها ذهبت أدراج الرياح كسائر وعود الأميركان وخرج الفلسطينيون من القضية بخفي حنين، أعتقد أن مواقفه النزيهة ستنتهي بتسليم الضفة لحماس، ثم تسليم كل شيء لاسرائيل.

أكرم الكاتب - مصر [email protected]