الجيش.. من يدعم؟

TT

* تعقيبا على خبر «المجلس الأعلى للقوات المسلحة: لن نخضع لتهديدات ولن نرضخ لضغوط أو نقبل إملاءات»، المنشور بتاريخ 11 فبراير (شباط) الحالي، أقول: لم يشفع للجيش المصري مهنيته وحياده، وفوق هذا وذاك قوميته وإدراكه لمهمته الأولى التي لا تقل خطورة وحساسية عن كل الحروب التي خاضها؛ ألا وهي الحفاظ على قومية الدولة المصرية ومؤسساتها وحمايتها من خطر التسييس والاختراق الحزبي الذي سيعتبر بمثابة المدخل الأول والأخير لانهيار الدولة المصرية، وهو حلم تاريخي يراود الكثير من الجهات التي تدرك مدى أهمية مصر ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي، والجيش المصري أصبح فريسة لصراع سياسي من نوع عجيب، وأصبح بين نارين، الثوار وجماعة الإخوان المسلمين، التي تتعامل بدهاء منظم أوهمت الجميع وأوحت لهم أن هناك حلفا غير معلن، وتقارب بينها وبين المجلس العسكري، وأصبحت تحصد في النتائج بعد أن ابتلع الآخرون الطعم وأصبحوا يستخدمون لغة «علي وعلى أعدائي» بعد الخسارة الانتخابية الفادحة التي تسببوا فيها عبر الاستعجال والحماس والانفعال وعدم الواقعية وعدم الإدراك لأهمية وجود فترة انتقالية كافية تفرز نتائج حقيقية، لأن نتائج الانتخابات الأخيرة لا تعكس حقيقة رغبات اتجاهات الرأي العام المصرية، وعلى الجيش المصري أن يتحلى بالوضوح ويعلنها على الملأ أنه جيش قومي مصري في البداية والنهاية.

محمد فضل علي - كندا [email protected]