ليس انتحاريا

TT

> تعقيبا على مقال سونير تشاغابتاي «المواجهة المقبلة: تركيا ضد إيران» المنشور بتاريخ 17 فبراير (شباط) الحالي، أقول: ليس لدي شك في حماقة النظام الإيراني؛ لكني لا أعتقد أنه انتحاري، بل ربما كانت حملاته الدعائية مستندة إلى بعض الحسابات المعقولة، حيث يدرك بأن عملية إشعال حرب شاملة ضده غير مستحبة في الوقت الحاضر بسبب انشغال المنطقة بإعادة ترتيب الخارطة الجيوسياسية، لذلك فهو يزايد من أجل كسب بعض الأوراق لتقوية موقفه التفاوضي؛ لكنه لا يمكن أن يتجاوز الحد المسموح له به، لأنه إن أوصل الأمور إلى حافة الخطر فربما لن يستطيع التراجع وسيجبر الآخرين على ضربه، حيث سيجدون بتصرفاته أن الحرب أصبحت خيارهم الوحيد، لذلك فالحد الفاصل بين الحماقة والمغامرة هو الذي سيحدد مستقبل النظام الإيراني. عند الحديث عن توقعات حرب بين بلدين، تحسب موازين القوى مقدما، وفي هذه الحالة فإن أي حرب (لا سمح الله) بين إيران وتركيا لا يمكن أن تنتهي لصالح إيران وفقا لكل الحسابات المنطقية. لذلك فمن المتوقع أن يتراجع النظام الإيراني في أي لحظة ومقابل ترضية بسيطة من الغرب، جيش سيزعم قادته الذين لا يجيدون شيئا غير الخطابة والتهديد أنهم استطاعوا إنجاز ما يمكن إنجازه وأجبروا (الشيطان الأكبر) على الرضوخ لإرادتهم! مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]