شكرا لساعي البريد

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «عزيز ومحيِّر»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: أشكر لك تذكيرنا بين الحين والآخر بذكريات الزمن الجميل، فحديثك الشيق اليوم أعاد إلى الذاكرة ساعي البريد في «اليونيفورم» الكاكي، وهو يأتي صباح كل يوم يلهث ووجهه يتصبب عرقا من ثقل الحقيبة الجلدية - المصنوعة من الجلد الطبيعي - التي يضع فيها الرسائل، ولها حزام طويل يضعه في رقبته وتتدلى الحقيبة على جنبه، وكان مواظبا على الحضور يوميا يمر على المنازل ليوزع ما يحمله من رسائل على أصحابها حسب العناوين المدونة عليها، وكان باب كل منزل مركبا عليه قبضة يد صغيرة مصنوعة من الحديد يرفعها إلى أعلى ولها قاعدة حديدية أيضا ثم ينزل بها على هذه القاعدة فتحدث صوتا كصوت المطرقة، ويصيح في نفس الوقت قائلا «بوستا»، وينادي على اسم صاحب الرسالة ليأخذ رسالته، وبعض المنازل كانت تضع في مدخل العمارة صناديق صغيرة باسم كل ساكن يضع فيها ساعي البريد الرسائل الخاصة به، وكنت تجد عبارة مكتوبة على ظرف الرسالة «شكرا لساعي البريد»، ومع التطور التكنولوجي اختفى ساعي البريد، وحل محله شركات البريد السريع التي توصل الرسائل من الباب إلى الباب.

فؤاد محمد - مصر [email protected]