الأسد لا يتعلم

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «محاصِر حمص محاصَر!»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: بشار الأسد لا يتعلم ولا يتعظ، فقد رأى بأم عينيه، وسمع بقوقعة أذنيه نصيحة زميله خفيف الظل، معمر القذافي، الذي كان يتدفق حكما ويفيض نصائح، عندما قال له: «جاييكم الدور»، بدأ الشعب السوري انتفاضته بشكل حضاري ليقول للأسد «الشعب يريد الإصلاح»، فقال الأسد هؤلاء ليسوا من الشعب إنما هم مندسون غرباء، فأطلق عليهم غربانه بعنف وقسوة لوأد الثورة في مهدها، ولكنه أخطأ في الحساب، وأثبت أنه لم يتعلم ولم يفهم الشعب السوري، الذي حكمه هو وأبوه أربعين سنة، ولشدة غروره أصم أذنيه عن صوت الشعب، الذي أثبت أنه لن يتراجع، وتحول إلى المطالبة برحيله ومن معه. في مقابلته التلفزيونية الشهيرة، اعترف بأنه مجنون، عندما أقر بأنه ليس مسؤولا، وأن من يقتل شعبه مجنون. وليد المعلم استعار صورا من الأرشيف ليدين الشعب السوري، ثم أراد استعراض عبقريته فأزال أوروبا عن خارطة العالم. الرجل الوحيد في كل الأزمة السورية الذي نال رضا الطغمة الحاكمة كان الجنرال الدابي، الذي من سخرية القدر دخل سوريا لينصف الشعب ويقول الحقيقة، لكنه كذب. لا شك أن الأسد لا يتعلم، لأنه استبدل الشعب السوري كله بفئة من المنافقين المجرمين القتلة، وحالف دولا تاريخها حافل بالغدر والخذلان.

عبد الله إسماعيل - أميركا [email protected]