* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «مأزق القوميين العرب!»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: أصاب كاتب المقال في هذا النقد الهادئ والرصين، وبالفعل تعاني معظم الحركات القومية، المنظمات والأحزاب، من مشاكل كثيرة، منها فقدان البوصلة، إلى درجة أن بعض القوميين، ومنهم رموز كبيرة، ارتضوا لأنفسهم قبول دور الاحتياطي للتيار الصاعد في المنطقة، وأعني بهم الإسلاميين، وغير هذا وذاك، فقد تسبب غزو واحتلال العراق في جعل قضية تحرير ذلك القطر الشقيق تحتل الأولوية، قبل حدوث مراجعات فكرية وسياسية، والبحث عن سبل تطوير وسائل العمل والإبقاء على العناوين الفكرية العريضة، وللأسف التيار القومي اليوم كالسيف يخوض وحده معركة غير متكافئة مع فلول الرجعية العربية والإسلامية في المنطقة، مضافا إليها جيوش أجنبية مجيشة، أما قصة القذافي وعلاقته بالقومية والقوميين، فالأمر لا يتعدى الهذيان، أما مواقفه على الأرض فقد كانت دوما ضد القوميين منذ تحالفه الشهير مع إيران ضد العراق أثناء حرب الثمانية أعوام، إضافة إلى التنكيل الذي لم يتوقف بالبعثيين، ومنهم الشهيد الكيخيا، والناصريين وغيرهم، ونظام القذافي وتوجهاته يستحيل تعريفها أو تصنيفها، فهي كما يقول المثل الشعبي عبارة عن «سمك لبن تمر هندي»، تجربة بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
محمد فضل علي - ادمنتون - كندا [email protected]