صفقة مع إيران

TT

> تعقيبا على مقال عماد الدين أديب «عرض إيراني وتردد أميركي!»، المنشور بتاريخ 9 مارس (آذار) الحالي، أقول: المعاهدات والعلاقات الدولية تجري دائما بين جهتين تثق كل منهما في الأخرى وتعتمد عليها في احترام نصوص الاتفاق في كل الأحوال، فهل هناك أحد يثق في إيران، خصوصا أن حكامها هم طائفة من رجال الدين المتعصبين الذين ما زالوا يرفعون شعارات ثورية ويجاهرون بأن هدفهم النهائي تدمير إسرائيل وإقامة نظام الولي الفقيه على أنقاضها؟ فهل يمكن لأميركا أو إسرائيل الوثوق بمثل هذا النظام ويعقدان معه اتفاقا؟ إن كان هناك اتفاق يوما في قضية إيران - كونترا، فالأمور في وقتها كانت تسمح بذلك، فكل من أميركا وحليفتها كان من صالحهما استمرار الحرب بين العراق وإيران، لأن في خسائر الطرفين فائدة؛ لكن اليوم الأمور اختلفت، وحتى لو قدمت إيران كل أنواع التنازلات على شرط، غض النظر عن برنامجها النووي، فلن يقبل منها ذلك، خصوصا أن من أهم مبادئ رجال الدين الإيرانيين «التقية»، وذلك معروف عنهم، مما يجعل الثقة بهم معدومة تماما.. لذلك فلا أعتقد أن أميركا ستعقد أي صفقة مع إيران، لأنها تدرك أنه لو تم مقايضة إيران لامتلاك السلاح الذري فسوف تنقض كل الاتفاقات. لذلك فالمتوقع أن تستمر أميركا في عملية رسم خارطة الشرق الأوسط، التي لن تتم إلا بإزاحة نظامي سوريا وإيران.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]