السطو على النظام

TT

* تعقيبا على مقال محمد واني «التحالف الكردي الشيعي في مهب الريح»، المنشور بتاريخ 10 مارس (آذار) الحالي، أقول: بنظرة شاملة تحليلية للمشهد السياسي العراقي، يمكن الجزم بأن المالكي هو المتحكم الوحيد بكل فقراته، فالرجل يعمل كل ما بوسعه من أجل الانفراد بالقرار وإحكام السيطرة على الأجهزة الأمنية، وذلك لأنها الضمان الوحيد الذي يتيح له الإمساك بمقدرات الدولة، وهذه هي أهم صفات المجتمعات التي لا تؤمن بالحوار والديمقراطية واحترام رأي الآخر ووضع اعتبار لحقوق الإنسان، من يملك القوة العسكرية وأساليب البطش هو الذي يحكم ويتحكم بالعباد، أما العقل والعلم والخبرة الفنية فتأتي في الدرجة الثانية من ناحية الأهمية، خصوصا أن قوي الذراع يكون قادرا على قيادة أقوياء العقول، لذلك فإن توجيه الاتهام إلى الهاشمي بعد مغادرته إلى كردستان كان أمرا تعمده المالكي ضمن مخططاته لتصفية الخصوم من الذين يمتلكون خبرة وكاريزما وحنكة سياسية، خصوصا بعد أن طرح اسم الهاشمي مرشحا لوزارة الدفاع، فالرجل عسكري محترف وله خبرة كبيرة بالإضافة إلى شخصيته القوية ولو تولى وزارة الدفاع لغير الكثير من أساليب اللعبة ولاستطاع أن يبني جيشا قويا، وذلك طبعا ما لا تقبله إيران، لذلك كان لا بد من إجهاض الفكرة بتسقيط الهاشمي سياسيا، وفي الوقت نفسه إحراج الكرد بإدخالهم في امتحان شرف وموقف.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]