الروس بين التفاوض والمساومة

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «الآن.. اجلسوا مع الروس»، المنشور بتاريخ 11 مارس (آذار) الحالي، أقول: المفاوضات السياسية كالتجارة؛ مساومات ومزايدات ثم الاتفاق على حلول في منتصف الطريق بين المتضادات، ولذلك لا بد من أن تتوفر لدى المفاوض الخبرة والحنكة السياسية وتفهم موقع المقابل واحتياجاته، قبل الاتفاق على المشتركات. وهنا يمكن القول إن الأمور بدأت تبشر بالخير؛ إذ إن المنطق يقول إنه ليست هناك مواقف مبدئية يمكن أن تمنح على حساب المصالح، وروسيا دعمت الأسد لأنه وعدها بمكافأة في المقابل. ولذلك، فإن أول شروط إقناعها بتبديل موقفها هو عرض الامتيازات نفسها عليها! وحتى أكثر مما يمكن أن تتوقعه من الأسد.. آنذاك ستبدأ في النظر إلى مأساة الشعب السوري بشكل أكثر تفهما وإنسانية، وستتعاون مع باقي دول العالم من أجل إقناع الأسد بالتنحي، وهذا الحل هو أفضل الممكن، وإن تم إنجازه، فسيكون ذلك انتصارا كبيرا للدبلوماسية العربية، ودعما كبيرا للشعب السوري.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]