الأمنيات لا تصلح أحيانا

TT

* تعقيبا على خبر «ساركوزي: سنعاقب كل من يتردد على مواقع تدعو للإرهاب.. والإسلام بعيد عن ذلك»، المنشور بتاريخ 23 مارس (آذار) الحالي، أقول: هذه الحادثة كشفت عن قصور أمني من طرف السلطات الفرنسية التي اتضح أنها تعرف خلفية الشخص المهاجم وارتباطه ببعض الجماعات المتشددة، وهو، كما يتضح من بعض الصور التي نُشرت له، شخص صغير السن، وملامحه تصور شخصا ضحوكا ومتهللا، على العكس من جريمته، أما حديث الرئيس الفرنسي عن مواقع الإنترنت التي تتبع المتشددين، فمثل هذه الأمور لا تعالَج بالقطعة ولا يتم التعامل معها بالأمنيات، وتحتاج إلى منح صلاحيات قانونية للشرطة وجهات الاختصاص في فرنسا وباقي الدول الغربية الكبرى وبلاد أميركا الشمالية لمتابعة الأنشطة الإرهابية على شبكة الإنترنت بمعناها الشامل من دون المساس بالحريات العامة أو انتهاك خصوصية الآخرين، لكن من دون تفريط باسم الحريات يعطي المجرمين ومرتزقة الأنظمة الإرهابية الفرصة لاستهداف المعارضين السياسيين وأنصار الحرية، كما حدث بالأمس مع القسم الفارسي بهيئة الإذاعة البريطانية وموقعه الإلكتروني وعملية الملاحقة والتجسس الإلكتروني وبيع المعلومات لأجهزة المخابرات، وقد تحول هذا النوع من الأنشطة إلى تجارة مزدهرة في دول العالم الحر نفسها مثل فرنسا وأميركا، والإرهاب لا يتجزأ، ويحتاج إلى مواجهة عبر سياسات شاملة وثابتة.

محمد فضل علي - أدمنتون - كندا [email protected]