هذا نتيجة انتصارات الشعوب

TT

* تعقيبا على مقال رضوان السيد «الدين والسلطة والعمل السياسي في زمن الثورات»، المنشور بتاريخ 30 مارس (آذار) الماضي، أقول: ما نشهده اليوم من مواقف جديدة وتحولات في خطاب الأحزاب الإسلامية، هو دليل على أن هناك منظومات سياسية تبنى وتطور بعد أن حققت الشعوب انتصارات واقعية بتمكنها من إزاحة أنظمة حاكمة كانت تفرض إرادتها على الجميع بالقوة الغاشمة، وبدأ عهد جديد فيه إمكانية بناء نظام ديمقراطي يعتمد حرية الاختيار والمنافسة بين تيارات فكرية ونظريات سياسية. ولأن الجميع أدرك أنه لا مناص بعد اليوم من قبول الآخر، فإن الاستمرار في المنهج السياسي المعروف عن الإخوان يتناقض بشدة مع أصول الحكم الديمقراطي، ويعطي انطباعا بأن اشتراك الإخوان في اللعبة وكأنه الموافقة على ركوب السفينة، لكن من أجل الوصول إلى بر الأمان في حرقها. لذلك فقد كان لا بد من التنازل عن بعض الثوابت من أجل إقناع الآخر بجدية الإخوان في التعامل مع باقي الاعتبارات السياسية والاستعداد لتداول السلطة، وقبول دساتير علمانية كأمر واقع متفق عليه عالميا، وشرط أساسي من أجل قبول العالم بضمهم إلى الأسرة الديمقراطية. فالزمان قد تغير وليس كل ما تريده يمكن أن تدركه، وربما يكون الإخوان مصدرا أساسيا لولادة أحزاب أكثر تفتحا وقبولا، سواء من الداخل أو من العالم الخارجي.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]