السودان.. وتحديد المصير

TT

* تعقيبا على مقال عثمان ميرغني «السودان.. وطن ينحر ونظام ينتحر»، المنشور بتاريخ 18 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: عندما يقول الدكتور غازي صلاح الدين إنه بانفصال الجنوب ضحى السودان بجزء من أراضيه مقابل السلام الذي لم يتحقق ليس بالضرورة أن نحمل الحكومة مسؤولية ذلك، وننسى اللاعب الرئيسي في إفشال الوحدة والسلام، وهي الحركة الشعبية «لتحرير» السودان، التي تصر على إفراغ السودان من عروبته وهويته الإسلامية لتكون الوحدة جاذبة أو البديل الانفصال، الذي بعد أن تم أصر الجنوبيون على مواصلة مشروعهم «السودان الجديد المنزوع العروبة والإسلام»، وذلك بمواصلة دعمهم للمتمردين على الدولة في النيل الأزرق وجنوب كردفان الذين كانوا يحاربون مع الجنوب تحت مشروع السودان الجديد، وهم جزء من شمال السودان، وعندما فشل المشروع بالانفصال قامت دولة الجنوب بتوحيدهم مع متمردي دارفور وتوفير الدعم اللوجيستي لهم وإيوائهم في أراضيها لينطلقوا منها لمهاجمة السودان، وأخيرا استخدمتهم في مقدمة جيوشها الغازية لأرض السودان «هجليج» وأهم نتيجة لانفصال الجنوب هي تغير الجغرافية السياسية في السودان لأنها أفشلت المشروع العنصري للحركة الشعبية، والشعب السوداني يفهم ذلك جيدا لذلك لم يثر على النظام وهو يعطي حق تقرير المصير للجنوبيين.

حيدر خلف الله - السودان [email protected]