كنوز العراق المنهوبة

TT

* تعقيبا على مقال يوست هلترمان «بغداد وأربيل: مخاطر لعبة النفط والغاز»، المنشور بتاريخ 26 أبريل (نيسان) الحالي، أقول: العراق يشبه كنزا عثر عليه أطفال، وهذا التشبيه ليس تجنيا على أحد، فالدلائل كلها تشير إلى أن قادة العراق هذه الأيام ومن كل الفئات والطوائف هم أبعد ما يكونون عن كونهم رجال دولة، بل هم مجموعة من القراصنة الذين أوجد الأميركان لهم فرصة ذهبية للتلاعب بأكبر ثروة مدفونة في الأرض وفي العالم أجمع، وبدلا من أن يعلموهم كيف يتصرفون بها تركوهم ليعبثوا، ويبددوا تلك الثروات لأنها في النهاية ستذهب إلى جيوب محرري العراق من الديكتاتورية. مشكلة العراق أن تسلط صدام على الحكم بالحديد والنار ولفترة طويلة أدى إلى تصفية كل العقول التي كان يمكن أن يعول عليها في بناء منظومة سياسية قادرة على الاضطلاع بمهام إدارة دولة بحجم وأهمية العراق، فأدى ذلك إلى حدوث فراغ سياسي كبير بعد سقوط نظامه، فاحتله هؤلاء المغامرون، الذين يبدو أنهم على خصام أزلي مع الحكمة والعقل الرشيد.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]