الإسلام السياسي يفقد الثقة

TT

* تعقيبا على مقال حمد الماجد «هل سلفيو مصر حصان السياسة الأسود؟»، المنشور بتاريخ 7 مايو (أيار) الحالي، أقول: لقد استخدم السياسيون الإسلاميون سواء من الإخوان أو السلفيين ثقة الشعب بهم كما تستخدم عيدان الكبريت، أي استخدام لمرة واحدة فقط، ولو أجريت انتخابات جديدة فلن يكون لهم نصيب الأسد كما كان هذه المرة، ولا يتوقف الأثر السلبي هذا على ممارستهم السياسية فقط، فالثقة عندما تهتز عندهم جميعا ينسحب ذلك على ثقة الناس بهم كدعاة أيضا، ولكون الشعب ذكيا بفطرته ومتدينا لم تهتز ثقته بما يدعون إليه وهو الدين، وإلا كانت كارثة. والحمد لله على أن الأمر لم يصل إلى هذا الحد. لو توفرت لكم فرصة الاطلاع على تعليقات المصريين على مواقف الإسلاميين لعلمتم كم تأثرت ثقتهم فيهم نتيجة ممارساتهم الشاذة من قطع العهود ثم الحنوث فيها، إلى تصعيد المواقف إلى درجة خطيرة تهدد سلامة البلد ككل ودون مبرر، حتى بدا مجلس الشعب كدور حضانة يعبث بها الأطفال ويدمي بعضهم بعضا في غياب المربية، إلى الكذب المتعمد مثل ما صدر عن أبو إسماعيل إزاء جنسية والدته، ثم تفجيره الموقف بطريقة أدت إلى إزهاق الأرواح وترويع الناس ولا يزال يكابر. لا حصان أسود بين الإسلاميين في عالم السياسة، وكلهم أساءوا ولم يحسنوا.

أكرم الكاتب - السعودية [email protected]