السلفيون ينقلبون

TT

* تعقيبا على خبر «سلفيو مصر يعيدون حسابات الخطى بين المنبر والبرلمان»، المنشور بتاريخ 13 مايو (أيار) الحالي، أقول: السلفيون انقلبوا على أنفسهم وعلى ثوابت منهجهم بعد أن بهرتهم أضواء المظاهرات فأرادوا أن يبحثوا لأنفسهم عن دور ونزلوا من منزلهم العالي وفق جبل الرماة ليأخذوا الغنائم، تنكروا لما هو معلوم من السنة من تحريم الخروج على الحاكم الظالم الذي يؤثر نفسه على رعيته وما ذلك إلا درءا للفتنة التي هي أشد بكثير من ظلمه لرعيته، تنكروا لحقيقة أن المادة الثانية بتجويزها مصادر غير رئيسية إلا جانب مبادئ الشريعة إنما تعني الحكم بغير ما أنزل الله وراحوا يجاهدون لأجل نصرة الباطل الذي تتضمنه تلك المادة، واختاروا لأنفسهم مرشحا من غير طينتهم، يدعو إلى المزيد من مشاركة المرأة في جميع مناحي الحياة، أي إلى مزيد من الاختلاط، ويدعو إلى عدم جواز قتل المرتد في مغازلة للنصارى على وعد أن يفتح طريق العودة للمسيحية لمن أسلم من أبنائهم استجداء لأصواتهم، لم يتحدث عن فرض الزكاة على الأغنياء حلا لمشكلة الفقر ونسي الركن الثالث أو تناساه خوفا من الآخرين، تنازل السلفيون عن حقيقة أن أهل الحل والعقد لا العامة من الناس هم المخولون باختيار الحاكم المسلم ليأتوا بالرجل الصالح، للأسف نحن نشهد نهاية جماعة فتنت وأغرقت نفسها بيدها في بحر السياسة.

أكرم الكاتب - السعودية [email protected]