* تعقيبا على مقال سليمان جودة «الطبع في (الإخوان) يغلب التطبع!»، المنشور بتاريخ 13 مايو (أيار) الحالي، أقول: وسط هذه المراهقة السياسية تتدهور الأمور ونتمسك بالمظاهر ويبرز الكبرياء الشخصي والعناد وتتعجب هل قامت الجماهير بالمظاهرات من أجل أن تتشاجر الحكومة و«الإخوان» ويتبارزا فيمن يقدر أن يهزم الآخر؟، لقد جاءت حكومة الجنزوري في ظروف صعبة وسلم البرلمان لـ«الإخوان» على طبق من ذهب في سهولة ويسر، وعز عليهم أن يفرطوا في فرصة السيطرة التامة على مقاليد الأمور، على الرغم من أنهم ساندوا الجنزوري في وقت تشكيل الوزارة عكس رغبة مراهقي السياسة بميدان التحرير الذين غلب عليهم الصراخ دون أن يلتقطوا أنفاسهم لإعادة البناء، وعندما خفت الصراخ أراد «الإخوان» من الوزارة تقديم الولاء والطاعة لهم، وعندها حصل الخلاف الذي أوقف الحال وسيزيد من تعقيد الموقف السياسي، خصوصا أن التيار الديني يعول على مكسب منصب الرئيس لأحد أنصاره حتى لو كان من يدعي أنه خرج واستقال منه، ولو حصل العكس وخسروا المنصب سيكون بداية الصدام الحقيقي بين القوى المدنية والدينية وتكسير العظام، لأن من الواضح أنهم يرون أن الديمقراطية هي تنفيذ أوامرهم وأحلامهم أما غير ذلك فهو خروج عن مبدأ السمع والطاعة الذي لا تعرفه ديمقراطيتهم.
د. ماهر حبيب - كندا [email protected]