المهمة المستحيلة لرئيس مصر القادم

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «مناظرة مصر لا تليق بمصر!»، المنشور بتاريخ 14 مايو (أيار) الحالي، أقول: من قال إن الرئيس القادم سيكون المنقذ لمصر من سقطتها الحالية وأنه سيعدل المائل؟ بل إنه مجرد خطوة في صراع بلا ملامح لتيارات لا ترى إلا نفسها، لقد صور التيار الديني أن تطبيق الشريعة سيحدث المعجزة وتخرج مصر من النفق المظلم دون عمل أو تصحيح مسار وكأنهم أنبياء قادرون على صنع المعجزات، وسيضربون البحر بالعصا فينشق، أما التيار المدني فركز كل جهده على إيضاح كارثة سقوط مصر في يد التيار الديني، ولكنهم اكتفوا بالصراخ دون تقديم لأنفسهم خارطة طريق توضح ملامح المرحلة القادمة، الجميع انشغلوا بالقضاء على الآخر ولم نر ماذا هم فاعلون بالوطن إلا ببعض المواضيع الإنشائية، وكأننا مقبلون على امتحان اللغة العربية في الثانوية العامة التي نطلق فيها لأقلامنا العنان ما دام هذا سيرضي الممتحن، ويمنحنا الدرجة العظمى دون أن يكون لذلك الإنشاء ظل على الأرض، نحن نمر بكارثة اقتصادية وانفلات أمني وأخلاقي على الرغم من تزايد مظاهر التدين فمن سيواجه تلك الأمور الجسام بحزم وثبات؟ هذا هو المطلوب الحقيقي من الرئيس، أما أن تكون شاعرا وخطيبا مفوها فتلك الأمور لن تقيم مصر من عثرتها.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]