متى يتوحد الشعب على موقف واحد؟

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «وحلب ليست مفاجئة!»، المنشور بتاريخ 20 مايو (أيار) الحالي، أقول: من الخطأ أن ينقسم الشعب إلى فئات أو طبقات أو قبائل أو طوائف، بعد اتفاقه بموجب الدستور والقانون على أن يتوحد تحت اسم واحد هو «الشعب»، تلك الكلمة التي أعطت كل فرد حق التساوي في الحقوق والواجبات. ومن هنا كانت ظاهرة التوجه للتعبير عن رغبة الشعب في الاحتجاج والمطالبة بالتغيير تحت شعار «الشعب يريد»، أتساءل أحيانا كثيرة عن مدى صحة هذا التوجه بين شعوب المنطقة العربية الشرق أوسطية كما هو متعارف عليه، وهل كان الشعب فعلا يريد؟، أشك في ذلك؛ لأن الأجدر كما شاهدنا هو أن يقال فئات أو طوائف أو مجموعات من الشعب هي التي تريد، بينما أخرى تلتزم الصمت تنتظر النتائج لتنحاز لمن تكون له الغلبة، ولو كان فعلا الشعب يريد لما تعقدت الأمور وتفاقمت الأزمة وتحولت إلى سيل من دماء الذين سقطوا تلبية للنداء أو شاء حظهم العاثر أن يكونوا في أتون الأزمة، وإلا فكيف نفسر أن تشتعل الثورة في بعض المدن، وهنا لا أقصد سوريا بعينها، بينما تنعم مدن أخرى بالهدوء وكأن الأمر لا يعنيها، فتظل ساكنة حتى تدب النار في أذيالها فتبدأ بالصراخ والعويل وطلب النجدة. يظل السؤال قائما، هل نحن فعلا شعب واحد، أم شعوب وقبائل ينقصها التعارف؟

عبد الله إسماعيل - أميركا [email protected]