مصر.. من ديكتاتور إلى ديكتاتور

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «آلام الانعتاق المصري!»، المنشور بتاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: لماذا لا نواجه أنفسنا بأن ما حدث كان انقلابا على نظام ليأتي لنا نظام ديني ديكتاتوري سيعيدنا للخلف مئات السنين؟ لماذا نصر على أن نكذب ونتجمل لنواجه أنفسنا بأنه منذ سقوط الدولة ونحن نسير من سيئ لأسوأ؟! لقد استبدلنا حزبا بحزب. سنغير الدستور من دستور مدني به ثقوب يمكن رتقها إلى دستور ديني يصير الاعتراض عليه خروجا عن صحيح الدين. وأسلمنا قيادتنا إلى جماعة سرية لا يمكن معرفة أسرارها. إن إصرارنا على دفن رؤوسنا في الرمال فلن تُحل المشكلة، بل سنصحو من الكابوس الذي تصورناه حلما لنواجه واقعا لا يمكن مواجهته. لقد استولى «الإخوان» والسلفيون على لجنة كتابة الدستور ليكتبوه حسب ما ستنتهي إليه الانتخابات الرئاسية، فلو فاز مرشحهم بالرئاسة أعطوه كل السلطات المطلقة، ولو فاز شفيق سيحولونه إلى رئيس شرفي يستقبل الضيوف في المطار، وحتى لو حل البرلمان فسيعودون مرة أخرى بالطريقة نفسها والعدد نفسه، وكل ما يقال عن أن الشعب سيرفض أن يمنحهم الأغلبية مجرد أمنيات بل أضغاث أحلام، لأن القاعدة الشعبية العريضة تجهل الفرق بين البرامج وتنتخب بناء على الشكل فقط.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]