السودان.. يثور على الغلاء

TT

* تعقيبا على خبر «قيادي معارض لـ(الشرق الأوسط): الخرطوم تتفاوض مع أطراف معارضة لاحتواء الانتفاضة»، المنشور بتاريخ 2 يوليو (تموز) الحالي، أقول: ما يجري ليس بانتفاضة، بل هي احتجاجات مشروعة نتيجة لغلاء الأسعار ورفع الدعم عن بعض السلع، وإن كان من لهم غرض يحاولون إخراج هذه الاحتجاجات عن سياقها لتنفيذ أجندة تخصهم هم ولا علاقة لها بالمحتجين، بل يحاول هؤلاء ركوب الموجة وانتهاز الفرصة لتحقيق أمنيات فشل هؤلاء في تحقيقها طوال أكثر من عقدين من الزمان، وما جرى في السودان جرى ويجري في الكثير من البلدان، وحتى في أوروبا، شهدنا ما جرى على سبيل المثال في اليونان وإسبانيا، ولكن الفرق الوحيد بين ما جرى في السودان وفي اليونان وإسبانيا أن لهؤلاء ظهرا يتكئون عليه يتمثل في دعم الاتحاد الأوروبي القوي لهم، بينما السودان لا يملك ظهرا مماثلا يتكئ عليه، ولهذا نرى السودان وشعبه وقد ضربتهم الأزمة الاقتصادية على بطونهم وظهورهم، إن من يحاولون استغلال المسألة لإحداث فوضى وتخريب تكون نتيجته سقوط الحكومة ليكونوا هم البديل، لا يملكون برنامجا واضحا للحكم وإخراج السودان من أزماته، بل الأولوية عندهم إسقاط الحكومة وبأي ثمن مهما غلا، وبعدها فليحدث ما يحدث، وهذا ما يجعل الغالبية العظمى من أهل السودان تتخوف من هذا البديل، الذي ربما يؤدي بهم لمصير أسوأ من مصير الصومال.

علي آدم رفاي - الإمارات [email protected]