نعم.. هذه هي الفوضى

TT

تعقيبا على مقال رضوان السيد «البدء في تكوين السلطة أم استمرار المرحلة الانتقالية؟»، المنشور بتاريخ 6 يوليو (تموز) الحالي، أقول: المفروض أن تهدأ الثورة بل تخمد تماما ما دام أنه قد أصبح هناك رئيس للبلاد هو الراعي والمسؤول عن رعيته، وقد وعد الرجل وأخذ عهدا على نفسه أنه سيعمل خادما لهذا الشعب وليس سيدا عليه، وأنه سيسعى جاهدا لحل مشكلاته التي يعاني منها ويحقق له أمانيه، وهذه أمور لا تتحقق في يوم وليلة، إلا أن الشعب يبدو أنه قد نفد صبره ولم يقتنع فما زالت الثورة مستمرة إلى يومنا هذا، ونسمع كل يوم عن زحف جديد لمجموعات وطوائف مختلفة متوجهة إلى القصر الجمهوري حيث يوجد رئيس الجمهورية مطالبين بمقابلته لتحقيق مطالبهم، تركوا الأماكن الأخرى التي كانوا يتظاهرون فيها وجاءوا إلى قصر الرئاسة، فكيف تسير الأحوال في البلاد بهذه الصورة؟ هل معنى أن الرئيس أعلن في خطبه أن بابه مفتوح للجميع وأنه لن يمنع أحدا من مقابلته أن يتوجه الناس إلى قصر الرئاسة ويتجمعوا حوله لمقابلة الرئيس جميعهم معا؟! لا شك أن هذه هي الفوضى بعينها، إذ إن هناك اليوم قنوات شرعية حقيقية لتلقي طلبات الشعب وعرضها على الرئيس فعلا - وهذا لم يكن يحدث في الماضي - حتى يتفرغ الرجل للمهام الجسام الملقاة على عاتقه، أما استمرار الأوضاع على هذا النحو فهذه هي الفوضى بعينها.

فؤاد محمد - مصر [email protected]