المهم سلامة الثورة

TT

* تعقيبا على مقال عبد المنعم سعيد «آلام الديمقراطية!»، المنشور بتاريخ 11 يوليو (تموز) الحالي، أقول: المهم ألا ينتهي مخاض ما يسمى بالربيع العربي بوفاة الجنين أو ولادة مولود مشوه أو معاق فكريا نتيجة انقطاع الأوكسجين عنه مما يؤدي إلى تدمير خلايا المخ. إن نتائج الإطاحة بالنظم العربية أدت إلى إحلال حزب بحزب، وتغيير منظومة فكرية بأخرى تلتحف الدين وتسعى جاهدة للانفراد بالسلطة وبسرعة ونهم شديد يجعل الإحباط نتيجة حتمية لما نراه أمامنا. لقد اكتسح التيار الديني الحكم في مصر وليبيا وتونس، وتغلغلت «القاعدة» في اليمن، ويغلب تيار «الإخوان» على ثوار سوريا، مما يوحي بأن سقوط الأسد سيكمل حبات العقد المطلوب نظمها في المنطقة العربية برعاية أميركية تريد أن تحول المنطقة إلى منطقة متجانسة فكريا فتستطيع أن تتعامل مع الحكام الجدد بسياسة واحدة بغض النظر عن أن تتحول تلك الأنظمة الجديدة إلى ديكتاتورية دينية ما دامت تحقق لها مصالحها. نحاول أن نبحث عن ضوء في آخر النفق لكن الأيام حبلى بالمشاكل والصدامات وكأنه كتب علينا أن نعيش في صراع دائم مع الآخر أو مع أنفسنا، وما نراه من صدام السلطات بمصر ليس إلا ناقوس خطر نرجو ألا يأخذنا للمجهول.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]