الإعلام الفاسد سبب نكسة مصر

TT

* تعقيبا على مقال مأمون فندي «سياسة مصر الخارجية: الماء والزيت والثورة»، المنشور بتاريخ 16 يوليو (تموز) الحالي، أقول: مشكلة مصر تكمن في النرجسية التي تهيمن عليها منذ ما بعد ثورة 52 وحتى الآن، إذ إنها لا تقبل المشاركة من مبدأ أنها أكبر من أن تستمع لأحد، وهذا ما جعلها حيث هي اليوم، بل أكاد أجزم أن هذا قد أخذها في طريق تمشي فيه وحدها من دون أمم الأرض، إن من يراقب الإعلام المصري وكلام من يطلق عليهم النخبة من سياسيين ومثقفين يدرك أن ذلك هو سبب نكبة مصر، فالنفخ في الذات المصرية وإلباسها ثوبا أكبر من حجمها قد أسس لانهيارات لا يمكن ترميمها، وإنما تحتاج إلى هدم الأساس الذي قامت عليه، لا سبيل إلى تأسيس دولة حقيقية في مصر إلا بانتهاج سياسة إعلامية حقيقية، وهذا يتم عن طريق نشر الحقائق لا الأكاذيب، ووضع البلاد في مكانها الصحيح بين الأمم، فمن يصدق أن 60 في المائة من الشعب المصري يعاني من الأمية بينما يعاني الباقون من الأمية الثقافية، ويهيم أكثر من ربع شعبها بحثا عن لقمة عيش كريمة على الرغم من كل إمكانات البلاد، فكيف بالله عليك تتوقع أن تنهض بلاد هذا حالها ما لم توضع هذه الحقائق أمام الناس؟! علاج مصر بيد أبنائها جميعا من أعلى الهرم إلى قاعدته، وما لم يبدأ ذلك حالا، فستظل السفينة تتلاطمها الأمواج.

محمد البادي - السعودية [email protected]