* تعقيبا على خبر «شهر من الثورة في السودان.. النظام ينكر والناشطون كسروا حاجز الخوف»، المنشور بتاريخ 17 يوليو (تموز) الحالي، أقول: يستحق الشعب السوداني بكل جدارة لقب «أيوب الشعوب»، فقد تحمل خلال عقود من حكم جماعة الإخوان المسلمين ما لا تتحمله الجبال من مشاق وفقر وعوز وتهديم لبنيات الدولة القومية وضياع الحقوق الأساسية واحدا بعد آخر، من علاج وتعليم وتبديد لكل الموارد وتشتت في كل بقاع الأرض وهجرات بغير هدى، أما من في الداخل فقد ظلوا مفقودين وتحت رحمة الحاكمين الذين لو وجدوا طريقا لتعليب الهواء وبيعه للناس لما ترددوا. الذين خرجوا إلى الشوارع بقايا من بشر منهكين ومرهقين، ومن العجيب أنهم يخوضون معركة ضد نظام مرهق ومنهك على الرغم من هيمنته وجبروته، وما يجري من أحداث في السودان يختلف عن الذي جرى في المنطقة العربية في الكثير من التفاصيل. نتمنى مخلصين أن يسود صوت العقل، وألا ينفتح الباب أمام العنف الشامل ومواجهات تنتهي بتدخلات خارجية لها أرضية جاهزة تنتظر الفرصة المناسبة.
محمد فضل علي - كندا [email protected]